دور الضرائب في اقتصاد كوريا الشمالية

كوريا الشمالية، المعروفة رسمياً باسم جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (DPRK)، هي دولة فريدة لديها نظام اقتصادي اشتراكي مركزي بشكل كبير. على الرغم من أن البلاد تحتفظ بسرية حول شؤونها الداخلية، يمكن فحص بعض العناصر من هيكلها الاقتصادي، مثل دور الضرائب، لفهم كيف تستمر في الوجود في ظل العزلة الدولية.

## الإطار الاقتصادي

تكون الاقتصاد في كوريا الشمالية تحت سيطرة الدولة بشكل أساسي، حيث تمتلك وتدير الحكومة الصناعات والموارد الرئيسية. ويشمل ذلك الزراعة، والتصنيع، وأعمال التعدين. يحدد آلية التخطيط المركزي في البلاد حصص الإنتاج والتوزيع وتوزيع الموارد. توجهت السياسات الاقتصادية في كوريا الشمالية بناءً على الفكر الجوتشي، الذي يؤكد على الاعتماد على الذات.

## الضريبة في كوريا الشمالية

على عكس الدول الأكثر توجهاً نحو السوق، فإن نهج كوريا الشمالية في الضرائب يختلف بشكل ملحوظ. **رسمياً، ألغت البلاد الضرائب المباشرة في عام 1974**، معتبرة أن الضرائب غير ضرورية في دولة اشتراكية حقيقية حيث تمتلك كل شيء جماعياً من قبل الشعب. استندت هذه الإلغاء على فرضية تواصل الاقتصاد وإعادة توزيع الثروة من خلال السيطرة الحكومية والتخطيط المركزي.

ومع ذلك، بينما لا توجد ضرائب دخل شخصية كما هو مفهوم في الدول الرأسمالية، إلا أن صيغاً معينة من الضرائب غير المباشرة والاستحصالات الحكومية موجودة. وتشمل هذه:

1. **مساهمات المؤسسات**: يجب على المؤسسات التي تعمل بواسطة الدولة تحقيق أهداف إنتاج محددة والمساهمة بجزء كبير من أرباحها إلى الدولة. يعتبر هذا وسيلة فعلية لتحصيل دخل الدولة.

2. **المناطق الاقتصادية الخاصة (SEZs)**: في محاولة لجذب الاستثمارات الأجنبية، أنشأت كوريا الشمالية عدة SEZs حيث يُسمح بأنشطة اقتصادية أكثر توجها نحو السوق. قد تُخضع الشركات التي تعمل في هذه المناطق لأشكال مختلفة من الضرائب أو الرسوم، بهدف توليد الدخل مع الحفاظ على السيطرة الحكومية الصارمة.

3. **المساهمات والرسوم الإلزامية**: غالباً ما يُطلب من المواطنين والمؤسسات المساهمة بالعمل أو السلع أو الأموال في مشاريع الدولة. يمكن النظر إلى هذه المساهمات على أنها بديل لأنظمة الضرائب التقليدية، داعمة لمبادرات الدولة تتراوح من البنية التحتية إلى المشاريع العسكرية.

## الواقع الاقتصادي والتحديات

يواجه اقتصاد كوريا الشمالية تحديات كبيرة، بما في ذلك انتشار الفقر، ونقص الغذاء المتكرر، وصعوبة الوصول إلى الأسواق العالمية بسبب العقوبات الدولية الصارمة. يقدم الاعتماد على نظام ضريبي غير مباشر والمساهمات الإلزامية مشاكل فيما يتعلق بالكفاءة والعدالة.

وبينما كانت فكرة إلغاء الضرائب المباشرة تأتي بدافع إيديولوجي، فإن الواقعيات المتعلقة بالحفاظ على دولة تعمل بشكل لائق قد استدعت آليات دخل بديلة. العبء الثقيل المفروض على الشركات والمواطنين لدعم وظائف الدولة بشكل غير مباشر يمكن أن يحول دون نمو اقتصادي ويحفز الأنشطة الاقتصادية غير الرسمية أو الفساد.

**بالإضافة إلى ذلك**، التركيز على الحفاظ على سيطرة الدولة على الصناعة أدى إلى فشل الكفاءة والركود التكنولوجي. نقص ريادة الأعمال الخاصة والابتكار يعيق نمو الصناعة، مما يجعل الاقتصاد يعتمد بشكل كبير على القطاعات التقليدية مثل الزراعة والتعدين.

## الاستنتاج

على الرغم من أن كوريا الشمالية لا تفرض رسوم ضريبية مباشرة رسمياً، إلا أن حاجة الدولة للدخل تتحقق من خلال مساهمات المؤسسات والمناطق الاقتصادية الخاصة، والمساهمات الإلزامية. إن التمسك النظام الحاكم بفكرة الجوتشي والتخطيط المركزي يستمر في تشكيل المناظر الاقتصادية الفريدة للبلاد. هذا النظام يمثل انتصاراً إيديولوجياً على نماذج الضرائب الرأسمالية التقليدية ويواجه تحديات كبيرة من حيث التنمية الاقتصادية والكفاءة. فهم هذه التفاعلات يلقي الضوء على تعقيدات اقتصاد كوريا الشمالية في مواجهة العزلة الدولية والقيود الداخلية.

بالتأكيد، ها هي بعض الروابط المقترحة المتعلقة بدور الضرائب في اقتصاد كوريا الشمالية:

مصادر لتفهم عام حول اقتصاد كوريا الشمالية:
مجلس العلاقات الخارجية (CFR)
بي بي سي
ذي إيكونوميست

مصادر للتحليل وتقارير السياسات:
لجنة حقوق الإنسان في كوريا الشمالية (HRNK)
مركز ويلسون

مصادر للسياق التاريخي والسياسي:
مؤسسة بروكينغز
مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)

هذه يجب أن توفر فهماً شاملاً للموضوع.