حالة المحاسبة في جزر القمر: التنقل في الممارسات المالية في اقتصاد ناشئ

القمر – والمعروف رسميا باسم اتحاد القمر، هو أرخبيل يقع في المحيط الهندي، قبالة الساحل الشرقي لأفريقيا. يتكون من ثلاث جزر رئيسية – غراند كومور (نغازيجا)، وأنجوان (نزواني)، وموهيلي (موالي)، بالإضافة إلى العديد من الجزر الصغيرة، وهو دولة تحتضن مزيجًا غنيًا من الثقافات الأفريقية والعربية والفرنسية. على الرغم من المناظر الطبيعية الجميلة والتراث الثقافي الرائع، إلا أن القمر يبقى واحدة من أقل الدول تطورًا في العالم، ناضجة مع مجموعة من التحديات الاجتماعية والاقتصادية. وفي هذا السياق، تدرس ممارسة المحاسبة في القمر، موفرة الوضوح المالي الأساسي ودعم التنمية الاقتصادية.

**المنظر الاقتصادي وبيئة العمل**

اقتصاد القمر يعتمد بشكل أساسي على الزراعة، مع الصادرات الرئيسية تشمل الفانيليا والقرنفل والإيلانغ إيلانغ، كل منها له مكانة هامة في الأسواق العالمية. كما يتم دعم الأنشطة الاقتصادية في البلاد من خلال تحويلات المقيمين في الخارج، خاصة في فرنسا. يعاني القطاع المصرفي في القمر من تحقيق تطور محدود، مع وصول محدود إلى الخدمات المالية لمعظم السكان. تسعى البلاد لتعزيز بيئة أعمال تشجع على الاستثمار الداخلي والأجنبي، على الرغم من أن عدم الاستقرار السياسي وفشل اللوائح تشكل تحديات مستمرة.

**معايير وممارسات المحاسبة**

تتأثر المحاسبة في القمر بشكل كبير بتاريخها الاستعماري مع فرنسا. تلتزم البلاد بمعايير المحاسبة المستمدة من النظام المحاسبي الفرنسي، بما يدمج عناصر إطار OHADA (المنظمة لتوحيد القانون التجاري في إفريقيا). يُتوقع من المحترفين في المحاسبة في القمر أن يتبعوا نظام المحاسبة SYSCOHADA، وهو إطار محاسبي موحد للدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية لضمان التنسيق والشفافية والمساءلة في تقاريرها المالية.

**التطوير التعليمي والمهني**

التطوير المهني والتعليم في المحاسبة محدود ولكن متنامٍ. تقدم جامعة القمر برامج في مجال الأعمال والتمويل، بهدف بناء أساس للمحاسبين المستقبليين والمحترفين الماليين. كما هناك جهود لتعزيز قدرات الممارسين الحاليين من خلال ورش العمل وجلسات التدريب والندوات التي يرعاها مؤسسات مالية مختلفة ومنظمات دولية.

**دور المحاسبين في التنمية الوطنية**

يلعب المحاسبون في القمر دورًا حيويًا في القطاعين الحكومي والخاص. تتجاوز مسؤولياتهم الإبقاء الحسابات والتقارير المالية التقليدية لتشمل مجالات مثل تدقيق الحسابات وخدمات الاستشارة الضريبية والاستشارات المالية. يساعد المحاسبون في ضمان أن تلتزم الشركات بقوانين الضرائب الوطنية واللوائح المالية، وهو أمر أساسي لتعزيز بيئة اقتصادية شفافة ومسؤولة. علاوة على ذلك، يدعمون المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التغلب على التحديات المالية والوصول إلى مبادرات التمويل الصغيرة – جانب أساسي من جوانب تعزيز الاقتصاد في القمر.

**التحديات والفرص**

يواجه القمر عدة عقبات في تطوير مهنة المحاسبة. تشمل هذه العقبات نقص التعليم المتقدم والمرافق التدريبية، وبنية البنية التحتية التكنولوجية المحدودة، والندرة في الهيئات المحترفة المحلية لتعزيز المهنة وتعزيز المعايير الأخلاقية. ومع ذلك، يقدم التعميم المستمر لممارسات الأعمال والتكنولوجيا فرص للنمو. يمكن أن تمهد التحسينات في المصرفية الرقمية، والخدمات المالية عبر الهاتف المحمول، والتعاون الدولي الطريق لممارسات محاسبية أكثر قوة.

كما يمكن للمساعدات الدولية والشراكات أن تدعم بناء القدرات في قطاع المحاسبة. بدأت منظمات مثل البنك الدولي والصندوق النقدي الدولي برامج لتعزيز الوعي المالي والشفافية في القمر. تهدف هذه المبادرات إلى خلق بيئة أعمال أكثر إيجابية، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتحفيز التنمية الاقتصادية في النهاية.

**الختام**

تلعب المحاسبة في القمر، على الرغم من المشاكل الكبيرة التي تواجهها، دورًا حاسمًا في رحلة البلاد نحو التنمية الاقتصادية. من خلال تعزيز الوضوح المالي، والامتثال، والمساءلة، يساهم المحاسبون في خلق منظر اقتصادي أكثر استقرارًا وازدهارًا. ومع استمرار القمر في تجاوز سياقها الاجتماعي والاقتصادي الفريد، يبقى تعزيز الممارسات المحاسبية والمعايير المهنية جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها التنموية الأوسع. ستكون الجهود المبذولة لتحسين التعليم، واعتماد التكنولوجيا، وتعزيز التعاون الدولي مفتاحًا للتغلب على العقبات واستغلال إمكانيات المحاسبة كركيزة للتقدم الوطني.

الروابط المقترحة ذات الصلة:

الاتحاد الدولي للمحاسبين (IFAC)

البنك الدولي

صندوق النقد الدولي (IMF)

IAS Plus

Conseil Supérieur de l’Ordre des Experts-Comptables (France)

البنك الإفريقي للتنمية (AfDB)

PricewaterhouseCoopers (PwC)

Deloitte

Ernst & Young (EY)

KPMG